لقد كان الاهتمام بشأن السلامة على الطرق في دول العالم كبيرا خلال السنوات الثلاثة الماضية ومع هذا لا تزال ارقام
الحوادث المرورية وما يترتب عليها من خسائر بشرية واقتصادية واجتماعية مفزعة و تشكل هاجسا مقلقا للدول والافراد ،
وان انعدام السلامة على الطرق أصبح من العقبات الكبرى التي تقف في طريق تحسين الصحة وتوفير التنمية وقد بات أطفالنا
وشبابنا والعناصر المنتجة في المجتمع من أكثر الفئات عرضة لمخاطر الحوادث المرورية ، حيث تشير النشرات الإحصائية
لمنظمة الصحة العالمية أن الغالبية العظمى من ضحايا الحوادث المرورية هم من فئة الشباب والعناصر المنتجة في المجتمع،
وتمثل حوادث الطرق ثاني أكبر سبب للوفيات في العالم للفئة العمرية ما بين 15 و 29 سنة، ويشير التقرير الصادر عن الأمم
400, المتحدة الذي صدر تحت عنوان "الشباب والسلامة على الطرق"، إلى أنّ حوادث المرور تتسبّب سنويا في وفاة 000
من الشباب الذين تقلّ أعمارهم عن 25 عاما وفي إصابة الملايين من الشباب الآخرين أو إعاقتهم ، وتحدث الغالبية الكبرى من
تلك الوفيات والإصابات في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل. وتُسجّل أكبر المعدلات في أفريقيا والشرق
الأوسط . وبينت احصائيات الادارة العامة للمرور بالمملكة أن فئة الاطفال والشباب هم الفئة الأكثر تضرراً، فتبلغ نسبة
الوفيات الى 72 % من اعداد المتوفين بسبب الحوادث المرورية.
تشير دراسة جديدة في ألمانيا أن السائقين الشباب معرضون بدرجة أكبر لتشتت الانتباه جراء الانشغال بالهواتف المحمولة
والموسيقى وتصفح البريد الإلكتروني خلال القيادة، ومن المرجح إذا لم تتخذ إجراءات عملية و أكثر شمولية ان يتزايد عدد
الوفيات والإصابات بشكل كبير بين الشباب، وفي نفس الوقت أنَّ حوادث المرور ليست محض الصدفة، بل يمكن توقعها
وبالتالي تفاديها بإذن الله ولهذا السبب رأت الجمعية السعودية للسلامة المرورية إنه يجب أن يكون للشباب دور رئيسي يقوم
فيها الشباب بتولي مهمة الوقاية وتحمل مسؤولية الحد من حوادث المرور، وأن السلامة على الطريق هي مسؤولية جماعية
ومشتركة تقع على عاتق الجميع ويجب أن يسهم بها جميع الجهات الرسمية والأهلية والخاصة والتطوعية والخيرية وهيئات
المجتمع المدني إضافة إلى الشباب أنفسهم من أجل نشر الوعي بحوادث المرور .
وانطلاقا من حرص الجمعية السعودية للسلامة المرورية واعترافا بدور وتمكين الشباب كإحدى الجهات المعنية الأساسية في
مجال تطوير السلامة على الطرق في دولهم؛ والعمل جنبا الى جنب مع جميع الجهات المعنية بالحوادث المرورية لتعزيز
السلامة على الطرق ، والعمل على خفض عدد الوفيات والإصابات والاعاقات الناجمة عن حوادث المرور تعتزم الجمعية
اقامة الملتقى الثالث للسلامة المرورية تحت عنوان "الشباب و السلامة المرورية " وذلك من أجل أن تتحمل كافة شرائح
المجتمع والقطاع الخاص والجهات الحكومية الأخرى وتشارك في المساهمة لتطوير قدرات ومهاراتهم الشباب للتخطيط
لمبادرات فاعلة في مجال تحسين مستوى السلامة على الطرق وتسهيل عملية تبادل المعارف والتجارب والأبحاث.