رئيس منظمة السلام اليابانية لـ «القدس العربي»: طوكيو مقصرة في قضية رهائن «داعش» ووكلنا محامي التنظيمات الجهادية الأردني للتفاوض على الجثتين
طارق الفايد
FEBRUARY 5, 2015
عمان ـ «القدس العربي» تسعى اليابان جاهدة في هذه الأيام إلى التفاوض مع تنظيم «الدولة الاسلامية» لاستلام جثماني الرهينتين اليابانيين الذين قتلهما مؤخرا، وفق ما أكدته أوساط مقربة من المعارضة اليابانية لـ «القدس العربي»، وذلك بعد أيام من قتل الصحافي كينجي غوتو.
واستشاط غضب الرأي العام الياباني على حكومة بلاده بعد إعلان تنظيم «الدولة الإسلامية» الملقب إعلاميا بـ «داعش» قتله الصحافي كينجي غوتو وهو ثاني أسير ياباني يتم قتله، محملا إياها المسؤولية في ذلك.
رئيس منظمة السلام اليابانية كيمورا ميسو هيرو أكد في لقاء خاص مع «القدس العربي» أنه أوكل محامي التنظيمات الإسلامية موسى العبداللات بشكل رسمي للتوسط مع «داعش» لاستلام جثماني الرهينتين اليابانيين هارونا يوكاوا وكينجي غوتو. وقال ميسو هيرو المدعوم من الأعضاء المعارضين في البرلمان الياباني، «ليس هناك علاقة مباشرة بين اليابان وتنظيم «الدولة الاسلامية» ولهذا جئت للأردن لأكون في المواجهة مع بعض الأطراف».
من جانبه أكد العبداللات لـ «القدس العربي» توكيله رسميا من طرف رئيس منظمة السلام اليابانية للتوسط لاستلام جثماني اليابانيين من جماعة التنظيم المتشدد، مشيرا إلى انه التقى بالطرف الياباني مرات عدة للتشاور في الموضوع. وكان العبداللات قد عرض في وقت سابق، لعب دور الوساطة للإفراج عن الرهينة الياباني لدى «داعش»، وكذلك لعب الدور ذاته في قضية معاذ الكساسبة الطيار الأردني الأسير لدى التنظيم منذ تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
وقال: «قدمت رسائل عدة عبر وسائل إعلام مختلفة وبطريقة غير مباشرة للوساطة، وإن كان اليابانيون جادين في قضية التوسط للإفراج عن كينجي غوتو فينبغي الاتصال بشكل رسمي وتحت ضوء الشمس». وكان تنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)» قد أعلن السبت الماضي، عن قتل الرهينة الياباني الثاني كينجي غوتو، كما أعلن يوم 24 كانون الثاني/ يناير الماضي عن قتل مواطنه هارونا يوكاوا، فيما لم يعرف بعد مصير الطيار الأردني معاذ الكساسبة يومذاك.
وأوضح ميسو هيرو أن حكومة بلاده كانت مقصرة جدا في عملية إطلاق الرهائن لدى تنظيم «داعش»، مشددا على انها كانت على مسافة بعيدة من عملية التفاوض التي جرت لإطلاق سراح الرهينة كينجي غوتو.
وأشار إلى أن الحكومة اليابانية لجأت إلى الأردن وتركيا للتفاوض بالنيابة عنها ولم تكن تتفاوض بشكل مباشر مع الطرف الآخر.
وعبر ميسو هيرو عن رفضه دخول بلاده في التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش»، معتبرا أن وصول التنظيم المتشدد إلى هذه المرحلة ما هو إلا نتيجة الهيمنة الأمريكية والقصف العشوائي في سوريا والعراق، الذي وصفه بأنه «عمل عصابات».
وذكر رئيس منظمة السلام اليابانية أنه كان من أشد المعارضين في بلاده للغزو الأمريكي للعراق عام 2003 وللسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، لافتا إلى انه لن ينسى الهجوم النووي الأمريكي على هيروشيما وناغازاكي في نهاية الحرب العالمية الثانية.
وقال «عندما أسمع أو أرى القصف العشوائي في سوريا والعراق أتألم بشدة من هذا الوضع، وهذا رأي أغلب الشعب الياباني». وأضاف «قلت في مناسبات عدة لرئيس الوزراء الياباني بشكل مباشر إن العصابة الأمريكية هي من جعلت «داعش» تصل إلى هذا الوضع، وان التدخل الدولي هو السبب الرئيسي في مقتل الرهينتين اليابانيين هارونا يوكاوا وكينجي غوتو».
وأكد ميسو هيرو، الذي يتواجد هذه الأيام في العاصمة الأردنية عمان، أنه يعلم جيدا أن تنظيم «الدولة الإسلامية» وما تسمى بـ «داعش» بعيدة كل البعد عن الدين الإسلامي السمح، مبينا أن الواقع الإعلامي في اليابان يفتقر بدرجة كبيرة إلى معرفة قضايا الشرق الأوسط، وذلك يعود حسب رأيه، إلى ارتباط الحكومة اليابانية مع أمريكا التي تقوم بصياغة الإعلام والسيطرة عليه.
طارق الفايد