--- اقترب الحساب أيها السجان ---
قال الله تعالى : {وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَـٰكِن لَّا تَشْعُرُونَ * وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّـهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَـٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} ﴿البقرة : ١٥٤-١٥٧﴾
خبرٌ عظيمٌ وخطبٌ جلل ؛ آلم قلب كل موحد : إعدام أسرى السُّنَّة في إيران المنجَّسة!!
فحول هذا الخبر رسائل عِدَّة :
♦ أولها : تهنئة ودعاء لشهدائنا بالقبول ،
♦ وثانيها : صرخةٌ في آذان أهل السُّبات والخضوع ، وأهل القعود والذل والركوع ، وأهل الركون والخنوع،
♦ وثالثها : تسلية لقلوب الموحدين وعزاء لهم .
قال صلى الله عليه وسلم : "إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضى ربنا وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون" رواه الإمام البخاري .
*************
♦ الرسالة الأولى :
-----------------
رغم كل الألم لا يسعنا إلا أن نقول : هنيئًا لشهدائنا فقد نالوا غاية المنى _كما نحسبهم والله حسيبهم_ ونسأل الله لهم القبول بين الشهداء في عليين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين .
_ قال الله تعالى : {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّـهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّـهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ} ﴿آل عمران : ١٦٩ - ١٧١﴾
_ وقال صلى الله عليه وسلم : "إن للشهيد عند الله خصالاً : أن يغفر له من أول دفعة من دمه ، ويرى مقعده من الجنة ، ويحلى حلية الإيمان ، ويزوج من الحور العين ، ويجار من عذاب القبر ، و يأمن من الفزع الأكبر ، ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها ، ويزوج اثنتين وسبعين من الحور العين ، ويشفع في سبعين إنسانًا من أقاربه" رواه الإمام أحمد و الإمام الترمذي .
_وعن مسروق قال : سألنا عبد الله عن هذه الآية : { ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتًا بل أحياء عند ربهم يرزقون } قال أمَا إنَّا قد سألنا عن ذلك ؛ فقال : "أرواحهم في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى تلك القناديل فاطلع إليهم ربهم اطلاعة فقال هل تشتهون شيئًا قالوا أي شيء نشتهي ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا ففعل ذلك بهم ثلاث مرات فلما رأوا أنهم لن يتركوا من أن يسألوا قالوا يا رب نريد أن ترد أرواحنا في أجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى فلما رأى أن ليس لهم حاجة تركوا" صحيح مسلم
_عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا يَجِدُ الشَّهِيدُ مِنْ مَسِّ الْقَتْلِ، إِلَّا كَمَا يَجِدُ أَحَدُكُمْ من مَسِّ الْقَرْصَةِ" رواه الترمذي
**************
♦ الرسالة الثانية :
-----------------
أما النداء الآن فهو موجَّهٌ إليك أنت أيها المسلم القاعد عن الجهاد !
إن الإسلام قد أوجب على المسلمين نُصرة إخوانهم والسعي في فكاك أسرهم وبذل الوسع في ذلك .
قال الإمام القرطبي رحمه الله في تفسير قوله تعالى : { وَ مَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَ النِّسَاءِ وَ الْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَ اجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَ اجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا } ( النساء : 75 ) : "حض على الجهاد ، و هو يتضمن تخليص المستضعفين من أيدي الكفرة المشركين الذين يسومونهم سوء العذاب و يفتنونهم عن الدين ، فأوجب تعالى الجهاد لإعلاء كلمته ، و إظهار دينه و استنقاذ المؤمنين الضعفاء من عباده و إن كان في ذلك تلف النفوس "
وقال في تفسير الآية السابقة : "و تخليص الأسارى واجب على جميع المسلمين إما بالقتال و إما بالأموال"
أيها المسلم ألم تسمع قول الرسول صلى الله عليه وسلم : "فكوا العاني وأجيبوا الداعي، وعودوا المريض". رواه البخاري.
ألم تشاهد لحظات الوداع قبل الإعدام ؟! ألم يهز كيانك خبر إعدام إخوانك في الدين من غير ذنبٍ ولا جريرة إلا أنهم موحدون ومن الشرك متبرؤون ؟!
هم إخوانك ، وأي إخاء أشد و أوثق من أخوّةٍ في الدين ؟!! أين الولاء و البراء ؟!! أين أوثق عُرى الإيمان ؟! ألم يؤلمك أن ترى خنزيرًا مشركًا رافضيًّا تطال يده إخوةً لك في دين الله عز و جل ؟!
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة ومن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة" رواه البخاري .
أتعيش حياتك بسلام وهناء واطمئنان زائف ، تأكل وتشرب وتنام ؟!!
أولا يستحضرك حالهم عند تجوالك ودخولك وخروجك ، عند أكلك وترفيهك ؛ فإخوانك وأخواتك يعانون المرار والظلم والآلام ، مع التعذيب والتضييق والأمراض والجوع والقلق والأرق ، فيئنُّون في ردهات السجون وغياهب الزنازين و ضيق الأصفاد وشدة السلاسل و ألم الأغلال وقسوة القيود ؛ مع كل ذلك ولستَ لنداءاتهم وصرخاتهم مجيبًا !!!
ما هو عذرك أمام الله تعالى ؟ ما الذي يؤخرك عن نصرة إخوانك وأخواتك في سجون الطغاة في كل مكان ؟!!
أويظن أحدٌ منا أنه في حال عدم نُصرته للأسارى فهو إذًا في مأمنٍ دائمٍ لن يعكر صفوه ظلم طاغوتٍ يومًا من الأيام ؟!!!
كلا ؛ فإن الحفظ والأمان بيد الله تعالى وحده ، وهو الذي أمرنا بتخليص أسرى المسلمين وإنقاذهم ، فيجب على من يحرص على سلامة نفسه التزام أمره تعالى واجتناب نهيه ، لا أن يُعرِّض نفسه لوعيده !! ، فالله قد أمرنا بالجهاد وفك أسر المسلمين والمسلمات ومقارعة أعداء الله وتأديبهم ، أما الركون والخنوع والرضى بالعبودية للطغاة ففيه مخالفة واضحة صريحة لأمر الله تعالى ! ومن هنا سيأتي الابتلاء والعقاب ولكن سيكون قد فاتك الأجر والثواب ، أما الابتلاء في درب الجهاد فهو مُتْرَعٌ بالثواب العظيم بإذن الله تعالى ، فإن آثرتَ الركون و فضّلتَ الرقود وتركتَ الجهاد فانتظر وعيد الله تعالى والعياذ بالله ونسأله السلامة !!
قال تعالى : { قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُ