{ حقائق لا خيالات }
بسم الله الكبير المتعال ، والحمدلله العزيز الجبار ، والصلاة والسلام على رسوله المصطفى وعلى آله وصحبه ومن تبعه :
لا يمكن للعاقل أن تمرّ عليه الحوادث دون ان يتفكر فيها ولا سيّما الحوادث الكبار التي تنشؤ حوادث بعدها ، وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( أصل الرجل عقله ) ، وبعيدا عن محاولات تعطيل العقول بالظنون إلا أن ما يحدث في اليمن وبالأخص داخل تنظيم القاعدة وبالاخص في الهرم القيادي امر محيّر فعلا لابد للمرئ أن يقف معها موقفا حازما لا يجعله يمر مرورا عابرا وكأنه حدث غابر لا قيمة له ، وإن كنت أرى ان قيادات التنظيم هي من ستقف ذاك الموقف الحازم إلا اني اكاد اجزم بعجزها عن إيجاد حل لهذا التدهور الخطير الحاصل في منظومتها الأمنية ، فلو كان بيدها حل حاضر لما تأخرت في تفعيله وهذا يؤدي لمفهوم آخر وهو صلة المنظومة الأمنية لدى التنظيم بالوضع المتدهور فيها ، فتدهور المنظومة الامنية ( والتي هي عصب حياة لدى اي جماعة او تنظيم وبانهيارها تنهار البنية الأساسية بأكملها لديه ) لدى التنظيم ادى لاستشهاد العديد من القادة الكبار من الصفوف الاولى وغيرها ، قد يقول قائل : أن قتل القادة امر طبيعي في الحروب ، اقول : نعم في الحروب وفي المعارك ، لكن ان يتم حصد رؤوسهم واحدا تلو الآخر بفترة زمنية قصيرة وبدون ان يعُرف الدّالُّ عليهم وفي منطقة نعرف انها تعتمد على الجواسيس اكثر من اعتمادها على الرّصاص هذا ما يُفقد عقول ذوي الألباب …
- الشيخ أنور العولقي تقبله الله كان راس المطلوبين لدى امريكا ثم تقصفه وهو خارج بسيارته رفقة الخاصّين فقط ! كيف علموا مكانه ؟ قيل بأن الجاسوس الدنماركي خلف العملية الله اعلم بذلك لكن تعال معي للتالي
- الشيخ سعيد الشهري تقبّله الله شهيدا يتم قصفه ثلاثَ مرّات بشكلل متالي خلال شهرين فقط ! وهو الرجل الثاني في التنظيم في وقته ، أليس هذا خللا أمنيا ؟ لو قلنا ان القصف الاول كان مصادفة أو اختراق استثنائي تم التحكّم به أليس في القصف الثاني ثم الثالث تلذي طال الشيخ ما يؤكد ان هذا الاختراق لم يتم التحكّم به ؟ فضلا عن العجز في توفير الحماية الامنية لثاني أكبر قائد ممن هم حوله ؟ ومن الطّبيعي أن يكون المقربين من الشيخ هم حلقة ضيّقة وليس اي واحد يستطيع الوصول إليه .. فكيف يتم استهداف شخص بمكانة سعيد الشهري ورصد مكانه وهو الذي لا يعلم تحرّكاته إلا اشخاص قلائل جدا ؟
ثم يكابر التنظيم وفي رثاء الشهري للشيخ إبراهيم الرّبيش يتحدث الربيش عن أن الشهري كان يخاطر بحياته للدخول في المنتديات ومراسلة إخوانه والاطلاع بنفسه عن احوال المسلمين ، ولا ننكر حدوث ذلك لكن ذكرُ الربيش لذلك فكأن مقصوده إلقاء اللوم على الشهري نفسه وانه هو الذي عرض نفسه للقصف بدخوله المنتديات وان منظومتنا الأمنية سليمة !
إن كان سعيد رحمه الله استُشهد بخطأه هو فماذا عمن بعده ؟ تعال معي للتالي :
- الشيخ غازي الرويلي أمير مارب قصف بمأرب بطائرة من دون طيار .
- القائد أبو هاجر العولقي استشهد في الصعيد بطائرة بدون طيار .
- القائد العسكري ابو خالد العولقي استشهد بطائرة من دون طيار في شبوة .
- القائد سعود الدغاري استشهد بطائرة من دون طيار في شبوة .
- القايد علي بالكرع استشهد بطايرة من دون طيار بالمحفد .
- أمير حضرموت مشعل الشدوخ استشهد بطائرة من دون طيّار .
- امير المحفد بسام الحضرمي استُشهد بطايرة من دون طيّار .
- القايد أبو حبّة أمير ابين استُشهد بطائرة من دون طيّار .
- القائد حسين باداس في شبوة استُشهد بطائرة من دون طيّار .
- القائد المؤقت لأبين ” قبع ” استُشهد بقصف من دون طيّار .
- القائد خولان الصنعاني أمير المنطقة الوسطى استُشهد بطايرة من دون طيّار وبرفقة شيخ قيفة القائد المحترم نبيل الذهب تقبلهما الله .
- القائد أبو عمر الأزدي مسؤول الإسناد في المدفعية استُشهد بطائرة من دون طيّار في المحفد .
- نايف الأسد الصّنعاني مسؤول أمني برداع استُشهد بطائرة من دون طيّار .
- أمير الضالع القائد عادل حردبه استُشهد بطائرة من دون طيّار في شبوة .
- الشيخ حارث النظاري عضو اللجنة الشرعية استُشهد في الصعيد بطائرة من دون طيار .
كل من سبق نقول : تقبلهم الله ، لكن خلال اربع سنوات أو ثلاث يتم استهداف هذا العدد من القادة ( وهناك من لم يحضرني ذكرهم ) من خلال الجواسيس على ماذا يدل ؟ والأدهى ان الغالب لم يُتعرّف إلى الآن على الجاسوس المتسبب !
حتى وصل الأمر بالتنظيم ان يتم التستر على استشهاد قادته بطائرة من دون طيار كما حدث قبل شهر عندما استهدف طائرة من دون طيّار كانت تقلّ الشيخين عثمان الغامدي وأبا الحارث العراقي ( الذي ظهر في إصدار الشيخ سعيد الشهري ) تقبلهما الله فاستشهدا بالقصف ولم يتم الإعلان إلى الآن وحالة تكتّم تسود التنظيم ! هل هو خشية من تبيان حالة الانهيار الأمني الذي وصلت إليه المنظومة الامنية ام خشية معرفة الجنود بحال الاختراق الذي وصل في عمق التنظيم … ؟ الله اعلم
عزيزي القارئ لعلك تردد تلك الكلمات الرائعة التي انشدها بصوته الشجي خولان رحمه الله والتي مطلعها ( هاني رحل واصبح ورا باب مقفل ) ؟ كلنا نرددها ونتذكر شهداءنا لكن هل علمت من هو كاتب هذه الكلمات الجميلة التي تطرب الآذان ؟ إنه مهند الصنعاني الذي كان أسيرا في غوانتامو فاخرجه الله سالما ثم وصل لليمن وانضم للتنظيم وأصبح أمير مأرب بعدها وقام بالقتال وكتابة اشعار الرثاء التي صدحت بإنشادها اوتار الشهداء ..
إلى هنا القصة جميلة والنهاية تبدو سعيدة ..
لكن .. !
قبل مدة قام التنظيم بالقبض على مهند بتهمة التجسس !! نعم بتهمة التجسس وبقي في الحبس حتى تم تحريره بعملية للعدو وهو الآن في ذمار محتمٍ بقبيلته لا يقترب منه أحد .. !
هاك قصة أخرى ..
أبو أنس العدني ” محمد سهل ” امني في منطقة الصعيد في شبوة كان يزرع شرائح التجسس للطايرات فتقصف أهدافها ..
تم اسره وتم فكاك اسره بعدها بعملية للعدو ايضا ..
ولا ننس ذكر الأسير الأمريكي الذي تم عمل عمليات إنزال مرتين متتاليتين في خلال أيام معدودة ، وهذا اختراق أمني كبير جدا أن يتم معرفة مكان من تأسره مرتين في أيام معدودة ! أليس كذلك يا قاعدة ؟
وبالحديث عن الأسرى فإننا نعرج تعريجا طفيفا حول الخالدي والقنصل الإيراني ..
رحم الله سعيد الشهري كان رفض الفدية رفضا قاطعا وكان يقول ” الخالدي بهيلة ” كلمته مشهورة يتداولها الجند .. ما الذي تغيّر بعدك يا سعيد ؟ ولماذا أطلق سراح القنصل الإيراني من دون معرفة التفاصيل ؟ هل هو الفداء أيضا … ؟ الله اعلم .
الحاصل فيما سبق ذكره ان التنظيم بين احتراق واختراق ، او العكس لا يهم مادامت النتيجة واحدة ، فالاختراق يؤدي للاحتراق وكذلك العكس ، ولكن إخواننا في التنظيم لا يحبون ولا يرغبون بسماع ذلك ولا تداول