قصة معبرة عن حب الوطن ..!!
الرجل الذي أنقذ اليابان ..
الزمان .. 11 مارس 2011.
المكان .. محطة فوكيشيما النووية.
و
سمعنا جميعاً عن تسونامي 2011 الذي أغرق مدينة سينداي اليابانية !!
وربما مالا يعرفه البعض تضحية الرجل الستيني "يوشيدا" بحياته من أجل وطنه ..
فبعد حدوث الزلزال توقف ضخ المياه في مفاعل 2 في محطة "فوكيشيما دي اتشي" مما هدد بانفجار المفاعل وتحويل ربما ثلث اليابان إلى مكان غير صالح للسكن !!
في صباح ذلك اليوم 15 مارس 2011 خاطر يوشيدا بحياته من أجل وطنه .. حيثُ جلس برغم الأعياء والتعب والخطر في مركز قيادة الطوارئ في المحطة منكباً على عمله يدير عملية حرجة جداً !!
لم يكن هناك سوى طريقة واحدة لمنع التسرب وتفادي وقوع انفجار كارثي وإبقاءه تحت السيطرة من خلال مواصلة ضخ مياه البحر لتبريد المفاعل !!
وكان يوشيدا يعلم يقيناً أن حياته وحياة موظفيه على المحك .. فهو يتعامل مع اشعاع نووي وبالرغم من ذلك لم يتوقف يوشيدا عن العمل بل خاطب الفريق الذي يرأسه والمكون من 69 رجلاً .. "علينا أن نعمل بكل طاقتنا .. أعلم أن هذا القرار مشابهاً لاختيار من سيموت معي
لكن الوطن أعطانا الكثير وأتى اليوم الذي نقدم له أروحنا إن استلزم الأمر .. علينا أن نتذكر كل مواطن ياباني"
لم يكمل يوشيدا مقولته حتى قاطعه أحد العاملين معه قائلاً .. "بإمكاني مواجهة الموت طالما السيد يوشيدا معنا".
بمقولة يوشيدا ازداد ولاء العاملين ال69 وبقى معظمهم في مواقعهم لخوض المعركة الحرجة !!
أثناء العمل داخل المحطة يقول يوشيدا ..
"لم أستطع التفكير بأن هؤلاء الناس الذين عرفتهم قد يموتون لكنني كنت على يقين أن أملنا الوحيد هو الإستمرار في ضخ المياه فلم يكن لدي خيار طلبت منهم الاستعداد للأسواء ولم أتمكن من التخلص من هذه الأفكار وأنا جالس هُناك"
بعد نجاح عملية تبريد المفاعل صافح يوشيدا موظفيه بحرارةٍ فرداً فرداً وقال لهم ..
"لقد فعلتموها .. شكراً جزيلاً لكم"
نجح يوشيدا وموظفيه في انقاذ اليابان من كارثة كانت ستكون أشد وأقوى تأثيراً من كارثة "تشرنوبل" !!
وبالمقابل دفع حياته ثمناً لذلك وأصبح عليه أن يخوض معركة أخرى مع الإشعاع الذي اخترق جسده وتغلغل فيه .. ففي 7 فبراير 2012 خضع يوشيدا لعملية جراحية لاستئصال ورم خبيث !!
إلا أن العملية لم تنجح وفارق يوشيدا الحياة في 9 يوليو 2013.
أحد الوزراء الذين زاروا يوشيدا في المشفى سأله قبيل وفاته .. ما دفعك للمخاطرة !!؟
فأجابه ..الوطن أغلى من أي شيئ يا سيدي.
همسة وعبرة ..
حب الوطن .. ليس يوم مفتوح أو مسيرة في الطرقات وخلق ازدحام !!
ولا إخلال بالأداب العامة وتجاوز النظام وتحقير سمعة الوطن !!
أو بلصق ملصقات مكلفة لا يستفيد منها غير محلات الزينة والمستغلين الذين همهم استغلال الفرص وعلى حساب الوطن !!
حب الوطن .. عطاء وانتماء وتضحية وحب في الوقت الذي يطلبه الوطن وليس في الوقت الذي نختاره نحن !!
#والله_أحبك_يا_قطر.
منقول من موقع #Japan_Arabic.