الحمد لله مُعز الموحدين وناصر المُستضعفين ومُهلِك الظَّلمة وقاصم المُتكبرين، القائل في محكم التنزيل: {وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِداً} [سورة الكهف: 59]، والصلاة والسلام على الصادق الأمين محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين، القائل وما قوله إلا وحي يوحى: "إنَّ الله ليُملِي لِلظَالِم حَتَّى إذَا أَخَذهُ لَم يُفلِته" [صحيح البخاري]، آما بعد:
أيها المسلمون في كل مكان... يا أبناء الأمة الإسلامية في أرجاء المعمورة:
يواجه أبناء التيار السلفي الجهادي في قطاع غزة ظلماً رهيباً منذ بدء فترة حكم حماس لقطاع غزة وحتى يومنا هذا، والشواهد على ذلك الظلم باتت أظهر من أن تُعرَّف وأكثر من أن تُحصى، وما بيوت الله التي هُدمت، وأرواح الشهداء التي أُزهقت، وأجساد الإخوة التي تئن تحت وطأة التعذيب في السجون؛ ما هي إلا جزء يسير من جريمة نكراء متكاملة الأركان تجري ضد أهل التوحيد بغزة الجريحة في جنح الظلام، فتقوم أجهزة حماس الأمنية والعسكرية بملاحقة الدعاة والمشايخ وطلبة العلم، واقتحام البيوت وانتهاك حرمتها وسرقة ما فيها من عتاد وسلاح خاص بأعمال المجاهدين ضد اليهود، ومن ثم اختطاف الإخوة وتعذيبهم بأبشع الوسائل، ورميهم بالاتهامات الكاذبة والافتراءات الباطلة، بالإضافة لمصادرة الكثير من أموال الزكاة والصدقة والتبرعات التي يرسلها لنا أبناء الأمة لنُسخِّرها في الدعوة والجهاد في سبيل الله، ويتجاهل الإعلام كل ما يجري من ظلم وأذى بشكل واضح ومُتعمد؛ لتكتمل بذلك فصول الجريمة.