مبدئيا في ظل ذكرى نظرية داروين :
فليسأل أحدكم نفسه، لماذا يتكون جسم الانسان من مواد غاية في التعقيد ؟ او لماذا يتكون الانسان من عناصر كيميائية كالفوسفات و الزنك و الحديد ولماذا في حالات نقصانها في الجسم يصاب الجسم الانساني بضعف او عجز معين ؟
لو فرضنا أن علاقة الانسان بالارض و بالله هي علاقة روحية او دينية بحتة، لماذا يولد الانسان بهذه الصورة معتمدا في اسلوب حياته على الغذاء و الماء و الهواء ؟
لو فرضنا أن الله هو من خلق الانسان، كخلق من تراب أو كأمر متناه في سهولته و بساطته، لماذا لم يخلقه من حجر مثلا ! كونه خلق ليمجد الخالق او بمعنى أكثر وضوحا أن يرضي الخالق، لو أن الحياة مقتصرة على العلاقة بالخالق الأعظم، فتوقفوا عن تناول المضادات الحيوية عند المرض وادعوا من الله الشفاء لعله يستجيب لكل شخص على حدى او بصيغة أخرى، اذا لم يكن داروين حقيقة و نظريته مطبقة بحذافيرها في كل حقول العلم و مجالات الطب الحديث، فلتوجدوا بأنفسكم داروين يستطيع أن يثبت ان اصل الانسان انسان و انه قد ولد من ضلع امرأة و هبط من السماء، يوما ما، ان لم نصدق داروين، لعله من الجدير بنا أن نصدق داروين الأزهر الذي قال يوما : ولو أثبتت نظرية داروين نستطيع أن نأتي بمائة آية تثبت ذلك !!، لو أن علم الكرة الارضية و نشأة الانسان و تكوينه تتوقف على اثبات ذلك فلسفيا لكان من السهل جدا القضاء على الكانسر، او التهاب الكبد الوبائي، من المفروض أن يبقى كل مزارع في حقله و أن تبقى الحياة الدينية و الروحية قريبة جدا من التملق و الخضوع و الرضوخ مع و أمام الخالق، ولتبقى الحياة العلمية تمجد و تركع و تخضع للمعادلات الكيميائية و قوانين الانتقاء الطبيعي و قوانين نيوتن و غيرها، لا أحد يتوجه اليك بطلب لأن تعلن إلحادك، فهذا لن يغير شيئا" بل سيزيد الطين بلة، انما توقف عن اقحام نفسك في قضايا يفوق تعقيدها أي شيء آخر، داروين ليس حقيقة ولكننا رأيناه على الأقل، ولم يطلب يوما من أي متدين رأي علمي في أي موضوع علمي، كل الاسئلة التي قرأنا في المجال الديني تقتصر على الجنس و الانجاب و الاستمناء و القذف المبكر و الشهوة، من أكبر أسقف لأصغر طفل في مسجد، من الزرادشتية الى الاسلام، لعلكم تملكون من الثقافة الجنسية اكثر من داروين، هذا لا يعيب كلاكما، لا يجدر بك تصديق من يقول لك أنك تحتاج مصل مضاد من سم أفعى "ماهافي" من صحراء أريزونا و لا يجدر بك أخذ لقاح الشلل أو الحصبة او اي حقنة أخرى، ولا يجدر بنا تصديق أن الله قد خلق الكون في سبعة ايام او ان احدهم كان يملك حصانا يطير او اي معجزة أخرى، نعم قد لا يعيب كلانا، في رحلة البحث عن وجود الخالق او عدم وجوده، هي مرحلة شبيهة جدا بالبحث عن من وجد أولا، الدجاجة أم البيضة !؟ لكن الفرق بين الداروينية و اللا داروينية، أن الاولى بحثت في كل ما يتعلق بالبيضة و الدجاجة، و الثانية بقيت تتعارك مع البيضة و الدجاجة الى يومنا هذا...