الحمد لله الذي أمر عباده بالتحاكم إليه، وأنزل لهم الكتاب فقال سبحانه: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون)، والصلاة والسلام على من أكمل الله به الدين، وفرق به ملل الكفر والأحزاب، القائل عليه الصلاة والسلام: (حد يعمل به في الأرض خير لأهل الأرض من أن يمطروا أربعين صباحا)، أما بعد:
قال تعالى: (ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين * إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مسرفون)
فجاء عذاب الله تعالى بأن قلب عليهم الأرض التي كانوا فيها، لأنهم تعدوا على حد من حدود الله، قال تعالى: (ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه)
فكان عذابهم من الله كما قال تعالى: (فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود * مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد)
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به) رواه أبو داود
وقال شيخ الإسلام رحمه الله:إن الصحابة رضي الله عنهم أجمعوا على قتل الفاعل والمفعول به ولكن اختلفوا بكيفية القتل.
وقد حكمت المحكمة الإسلامية على اثنين ممن فعلا هذا الفعل بالقتل رجماً بالحجارة.
والله غالبٌ على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون